ألقى عام موسوم بعودة الحرب على الأرض الأوروبية بظلال من الشك على قدرة قادة العالم على منع عدم الاستقرار العالمي وتضييق فجوات التفاوت المتنامية. في مواجهة انتهاكات صارخة للقانون الدولي، من المستحيل أن نغفل عن إخفاقات مؤسسات صنع السلام. تشير أوجه القصور التي تعيب الدبلوماسية إلى الحاجة إلى تغيير جهازي جذري. لكن أغلب قادة العالم في أيامنا هذه يفشلون في إدراك هذه الحاجة، وأنا أعتقد أن جيلا جديدا فقط من السياسيين قادر على كسر الجمود. تتطلب إعادة تنشيط عمليات صنع السلام المستدامة والفَـعّالة ابتكار حلول إبداعية. أما العمل كالمعتاد فمن المحتم أن يفشل عندما يتعلق الأمر بمعالجة قضايا معقدة مثل تغير المناخ، وانتشار الفقر، والصراعات المسلحة.
في أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا، وأماكن أخرى حيث يأخذني عملي، أرى زخما متناميا نحو تضمين أصوات جديدة ومهمشة في مواقع صنع القرار. وتشكل حاضنات القيادة السياسية ــ المنظمات التي تدعم النشطاء وقادة المجتمع ليصبحوا سياسيين نشطين ــ مصدرا جديدا للأمل لأولئك من أمثالنا الذين يعتقدون أننا في احتياج إلى قيادة أفضل وأكثر وعيا لمواجهة التحديات المتصاعدة اليوم.
في السياق الكئيب السائد اليوم، قد تبدو العودة إلى صنع السلام والدبلوماسية في عام 2023 وكأنها محض أمنيات. ولكن من خلال الاستثمار في المواهب السياسية الجديدة، قد نتمكن من سد الفجوة بين القادة الذين هم لدينا بالفعل والقادة الذين نحتاج إليهم.