بعد سنوات من العداء، بدأت السعودية وإيران الأسبوع الماضي في إعادة فتح سفارتيهما في طهران والرياض، في أحدث خطوة نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين. ,يأتي هذا الانفراج بين مصدري الطاقة الرئيسيين في أعقاب صراع امتد لعدة عقود على النفوذ الإقليمي، وغالبًا ما اتسم بخوض الحروب بالوكالة، لكن بينما أثبتت إيران نجاحها إلى حد كبير في تعزيز حلفائها العسكريين في الدول المجاورة، تظهر بيانات غالوب أن المملكة تحتفظ بمصدر نسبي من الدعم لا تشاركه إيران.

‏في 13 دولة ذات أغلبية مسلمة تمتد من المغرب إلى باكستان، كان متوسط التأييد للقيادة السعودية في عام 2022 أعلى بكثير من القيادة الإيرانية (39٪ مقابل 14٪ على التوالي). ‏وقد شهدت الكثير من هذه الدول فجوة كبيرة في الارقام، وتبرز الكويت وليبيا في الصفوف الاولى للدول التي تفضل المملكة العربية السعودية.

‏في الكويت المجاورة، يسلط فارق الشعبية بين القيادتين البالغ 47 نقطة مئوية لصالح المملكة الضوء على العلاقة الوثيقة بين الدولتين العضوين في مجلس التعاون الخليجي وشريكي أوبك، في حين أن الفارق بين شعبية القيادة المسجل في ليبيا والبالغ 41 نقطة يصب في مصلحة المملكة.

‏في حين أن الشعبية أعلى بالنسبة السعودية في جميع البلدان، فإن الاختلاف في الشعبية بين القيادتين في الرياض وطهران اقل وضوحًا في تركيا، حيث يترجم الرفض القوي لكل من المملكة وإيران إلى فارق بسيط مكون من ثلاث نقاط فقط لمصلحة المملكة (11% للسعودية و 8% لإيران).

‏وفي الأراضي الفلسطينية، فجوة القبول منخفضة نسبيًا بمقدار 12 نقطة، على الرغم من أن آراء الفلسطينيين من جميع القوى الأجنبية، بما في ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة، ظلت منخفضة بالمثل لسنوات. (26% للسعودية و14% لإيران).

في المقابل، حصلت الحكومة الدينية التي وصلت إلى السلطة بعد الثورة الإيرانية عام 1979 على أعداء بسرعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط بعد الدعوة إلى الإطاحة بملكيات الخليج والحكومات العربية العلمانية.

ويفسر هذا بأن دور الجمهورية الإسلامية كمعطل ودعم للأقليات الشيعية في البلدان ذات الأغلبية السنية يضعها في خلاف مع الحكومات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وسكانها.

‏في عام 2022، شهدت باكستان وحدها دعم نصف العينة المستطلعة ارائها لإيران، فيما لم تصل البلدان الأخرى الى اكثر من ربع السكان، مما يجعل القيادة الإيرانية لا تحظى بشعبية بين الدول الـ 12 الأخرى.

‏على عكس المملكة ومعظم دول المنطقة، فإن إيران ليست سنية أو عربية، لكن في حين أن السكان الشيعة في لبنان يمنحون إيران مستويات عالية نسبيًا من الدعم (58٪ موافقة مقابل 39٪ رفض)، فإن المسلمين الشيعة في العراق لا (17٪ مقابل 83٪)، وهذا ما يفسر مصدر الدعم للقيادي القومي العراقي مقتدى الصدر.

‏إلى جانب كونها أهم منتج للنفط في العالم، تظل السعودية حاضنة الحرمين الشريفين وينظر إليها كزعيمة للعالم الإسلامي، وشعبيتها النسبية في البلاد الواقعة في المناطق المباشرة والمحيطة بها تجعلها شريكًا لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة.