على الرغم من ازدهار الدبلوماسية بين الأقاليم في الشرق الأوسط في العام الماضي، فمن المرجح أن يتسم عام 2023 بالصراعات والمنازعات مع استمرار التوترات بين الولايات المتحدة، وروسيا، وتواصل صعود الصين. يتمثل أحد العوامل الرئيسية التي تدفع هذه الحال في التحول نحو التعددية القطبية ــ والجهود التي تبذلها أميركا لعكس هذا الاتجاه، بدلا من التكيف معه والاعتراف بأن أولويتها من غير الممكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.

سوف تزداد شدة محاولات تقسيم العالم وفق بُـنى اصطناعية ــ “الديمقراطيات ضد الأنظمة الاستبدادية”. وبرغم الجهود التي تبذلها دول أخرى للبقاء بعيدا عن المواجهة بين القوى العظمى ــ والإبقاء على هذه الصراعات خارج مناطقها ــ فسوف تتأثر سياسة الشرق الأوسط على نحو متزايد بالمنافسة بين واشنطن، وبكين. عند مرحلة ما، ربما ينشأ الإدراك بأن تحديات الغد تتطلب القيادة المشتركة، وليس هيمنة قوة واحدة على كل القوى الأخرى. لكن هذا الإدراك لن يتحقق في عام 2023.

تريتا بارسي

نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفنون الحكم المسؤول